الوضع التجريبي Beta mode

كيف نقيس درجة الحرارة بدقة عالية؟

أجهزة تقرأ “الحرارة” كما لو كانت تراها

حين تُعلن النشرة الجوية أن درجة الحرارة “35° مئوية” عند الظهيرة، خلف هذه المعلومة جهاز دقيق لا يتأثر بالشمس ولا الرياح، بل يقيس فقط “درجة الهواء” كما هي. من أهم هذه الأجهزة هو مستشعر الحرارة HMP155، أحد أكثر المستشعرات دقة واعتمادًا في محطات الأرصاد الحديثة.

مستشعر الحرارة والرطوبة HMP155

جهاز إلكتروني دقيق يقيس درجة حرارة الهواء ورطوبته في آنٍ واحد.
يحتوي على مجس حساس جدًا للتغيرات الحرارية، ويستخدم تقنيات حديثة تمنع الانحراف في القراءة.
يعطينا قراءات فورية ومستمرة، حتى مع تغيّر الظروف الجوية مثل الأمطار أو الضباب.

أين يُركب المستشعر؟

يُركّب عادةً على ارتفاع 1.5 إلى 2 متر فوق سطح الأرض في محطات الرصد.
يتم تثبيته على عمود معدني، وفي مكان مفتوح بعيد عن الجدران والمكيفات وأي مصادر حرارية صناعية.
يُفضل أن يكون في منطقة عشبية أو ترابية، وليس فوق الأسطح الإسمنتية، لضمان تمثيل دقيق للهواء المحيط.

لماذا يُظلل المستشعر؟

الشمس تؤثر مباشرة على أي جسم، وقد تسخّن المستشعر نفسه، ما يؤدي لقراءة غير دقيقة.
لذلك يُركّب داخل حاجب إشعاع (Radiation Shield) – وهو غطاء خاص يمنع حرارة الشمس المباشرة من الوصول إليه، دون أن يمنع حركة الهواء.
هذا الحاجب يشبه “المروحة” أو “الأسطوانات البيضاء المصفوفة”، ويساعد على إبقاء قراءة المستشعر حقيقية وموضوعية.

كيف تُنقل البيانات؟

جهاز HMP155 مزوّد بوحدة إلكترونية تنقل قراءاته إلى:
شاشات التنبؤ في محطات الأرصاد
قواعد بيانات الطقس العالمية
أنظمة التحذير المبكر من موجات الحر أو الصقيع
تُنقل البيانات كل دقيقة أو أقل، ما يساعد في المتابعة الدقيقة والتحديث السريع للنشرات الجوية.

الصيانة:

يتطلب المستشعر تنظيفًا دوريًا من الغبار أو العوالق الدقيقة.
قد تؤثر الحشرات أو الرطوبة العالية على المجسات الدقيقة.
يجب فحص الحاجب الإشعاعي باستمرار، وتبديله إذا تعرّض للتلف.
دور المهندسين مهم في فحص المعايرة والتأكد من أن الجهاز لا ينحرف عن الدقة المحددة.

الخلاصة

مستشعر الحرارة ليس مجرد جهاز، بل هو المترجم الحقيقي لما يشعر به الجو.
بدقته وموثوقيته، نستطيع أن نخطط حياتنا، ونتخذ قرارات تتعلق بالصحة والزراعة والطيران.
ومع العناية المستمرة به، يظل صوتًا صادقًا يخبرنا بما لا نراه… لكنه بالتأكيد نعيشه.