
تُعتبر النماذج العددية أدوات أساسية في التنبؤات الجوية والبيئية، وتعتمد دقتها على جودة البيانات وصياغة النموذج. توجد بعض جوانب القصور التي تصاحب عدم دقة هذه النماذج، ويجب الانتباه إليها لفهم إمكانيات النموذج وقصوره.
تنقسم أسباب القصور في النموذج العددي إلى ثلاث محاور رئيسية:
- البيانات الأولية:
تعتمد النماذج العددية بشكل مباشر على البيانات الأولية التي تُجمع من محطات الرصد الأرضية، والأقمار الصناعية، والرادارات، وغيرها من المصادر. قد تظهر بعض النواقص في هذه البيانات، مثل عدم كفاية توزيع وتغطية محطات الرصد في المناطق الجغرافية المختلفة، مما يؤدي إلى نقص في المعلومات. كما أن عدد الرصدات اليومية قد يكون غير كافٍ لالتقاط التغيرات الجوية السريعة. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه البيانات تحديات فنية تشمل أعطال الأجهزة أو انقطاع الاتصالات، مما قد ينتج عنه بيانات ناقصة أو خاطئة. تُعتبر هذه العوامل جزءًا من الواقع العملي للبيانات المستخدمة وتتطلب متابعة مستمرة لتحسينها. - النموذج العددي:
تعتمد النماذج العددية على معادلات رياضية تمثل العمليات الفيزيائية في الغلاف الجوي، والتي لا يمكن صياغتها بشكل كامل ودقيق بسبب تعقيد هذه العمليات. يتضمن ذلك تبسيطات ضرورية في تمثيل التضاريس، حيث قد لا يكون النموذج قادرًا على تمثيل التفاصيل الدقيقة كالجبال والأودية بدقة عالية، مما يؤثر على تدفق الرياح والتوزيع الحراري. كما تعاني النماذج من صعوبة في تقدير عمليات هطول الأمطار واسعة النطاق، خصوصًا عندما تعتمد على معلمات تقريبية قد لا تعكس الظروف الحقيقية بدقة لتمثيل التفاعلات الدقيقة بين الغيوم والهطول أو عمليات التبادل الحراري والرطوبة بين سطح الأرض والغلاف الجوي. كما تؤثر دقة البيانات الحدودية، خاصة في النماذج العالمية، على نتائج المحاكاة. - القيود على القدرة التنبؤية:
ومع جودة بيانات الأولية عالية ونموذج عددي متقدم، فإن دقة التنبؤات تتناقص بشكل طبيعي مع زيادة فترة المحاكاة الزمنية. ويُعد هذا القيد من الجوانب المتوقعة التي يجب أخذها في الاعتبار عند استخدام التنبؤات العددية.