الوضع التجريبي Beta mode

ثوران بركان هايلي جوبي عام ٢٠٢٥: ماذا حدث؟ وما مدى تأثيره على سلطنة عمان

يُعدّ بركان هايلي جوبي بركانًا خامدًا يقع في شمال شرق إثيوبيا. بعد أن ظلّ خامدًا لما يقرب من١٠٬٠٠٠ عام، ثار فجأة في ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥. وقد أدى ثورانه إلى قذف الرماد والغازات إلى ارتفاعات شاهقة في الغلاف الجوي، وصلت إلى ارتفاع 15كيلومترًا. وكان هذا أحد أقوى الأحداث البركانية التي شهدتها المنطقة في التاريخ الحديث.

الجدول الزمني للثوران البركاني:

٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥ – بداية الانفجار: في حوالي الساعة ٠٨:٣٠ بالتوقيت العالمي، أدى انفجار قوي إلى إطلاق سحابة هائلة من الرماد البركاني والغازات إلى طبقات الجو العليا، رصدتها أجهزة استشعار الأقمار الصناعية على الفور. تظهر صورة الأقمار الاصطناعية (الشكل ١) نواة باللون الأصفر تُشير إلى المنطقة الأكثر سخونة عند الفوهة، مُحاطة بحلقة حمراء أقل حرارة. في صورة الأقمار الاصطناعية الخاصة بالغبار (الشكل ٢)، يظهر الرماد بتدرجات لونية حمراء واضحة أثناء انتشاره للخارج، بينما تُشير تدرجات اللون الأخضر على انبعاث غاز ثاني أكسيد الكبريت. ترتفع سحابة الرماد بسرعة وصولاً إلى طبقة الستراتوسفير العليا، والتي تظهر في صورة الأقمار الاصطناعية الخاصة بأنواع السحب (الشكل ٣) بتدرجات لونية حمراء. خلال هذه المرحلة المبكرة، رصدت الأقمار الاصطناعية نشاط قوي للبروق (الشكل ٤) داخل السحابة البركانية.

 الشكل ١: منتج الأقمار الاصطناعية الخاص بتتبع درجة حرارة الحرائق. التاريخ: ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥ الساعة ٠٩:٠٠ بالتوقيت العالمي ويشير اللون الأصفر الى درجة الحرارة العالية في مركز البركان.
الشكل ٢: منتج الأقمار الاصطناعية الخاص بتتبع الغبار.  ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥ الساعة ١١:٠٠ بالتوقيت العالمي. يظهر انتشار الغبار البركاني باللون الأحمر وثاني أكسيد الكبريت باللون الأخضر.
الشكل ٣: منتج الأقمار الاصطناعية الخاص بأنواع السحب. التاريخ.  ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥ الساعة ١١:٠٠ بالتوقيت العالمي. قمة السحابة الغبارية التي وصلت لارتفاع الستراتوسفير تظهر باللون الأحمر الداكن.
الشكل ٤: صورة القمر الاصطناعي الخاصة بالبرق – التاريخ  ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥ الساعة ٠٨:٥٠ بالتوقيت العالمي. اللون الأصفر يدل على نشاط البروق في السحابة البركانية.

٢٤ نوفمبر ٢٠٢٥ – الانجراف شرقًا:

 استمرت الأقمار الاصطناعية في رصد حركة الرماد شرقًا بإتجاه اليمن في ٢٣ نوفمبر كما هو واضح في صورة الأقمار الاصطناعية لمخرجات الغبار (الشكل ٥)، قبل أن يواصل مساره نحو سلطنة عُمان، التي وصل إليها في ٢٤ نوفمبر. خلال هذه الحركة، يظهر الرماد البركاني على إرتفاعات عالية أثناء عبوره المنطقة من خلال اللون الأحمر الباهت الظاهر على منتج أنواع السحب لمخرجات الأقمار الاصطناعية (الشكل 6).

الشكل ٥: منتج القمر الاصطناعي الخاص بالغبار. التاريخ.  ٢٣–٢٤ نوفمبر٢٠٢٥ الساعة ١٨:٠٠ بالتوقيت العالمي. حركة الكتلة الغبارية شرقا فوق أراضي الجمهورية اليمنية.
الشكل ٦: صور ة القمر الاصطناعي الخاصة بأنواع السحب. التاريخ ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٥، ٠٦٠٠ بالتوقيت العالمي. الكتلة الغبارية (اللون الأحمر الخافت) تتواجد على ارتفاعات عالية فوق سلطنة عمان و تحركها باتجاه الشرق.

٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥– حركة بقايا السحابة البركانية:

 استمرت انبعاثات لطبقات رقيقة من الرماد وثاني أكسيد الكبريت على ارتفاعات عالية في الانجراف شرقًا باتجاه جنوب آسيا، وتلاشت تدريجيًا كلما ابتعدت عن مصدر الثوران.

التأثير على سلطنة عمان:

يلخص ما يلي الرصدات الرئيسية وتبعات الثوران البركاني:

مراقبة الطقس وجودة الهواء:

بقي الرماد عالياً في السماء ولم يؤثر على الهواء على مستوى سطح الأرض. وأكدت هيئة البيئة أن جودة الهواء في سلطنة عُمان ظلت طبيعية طوال فترة الحدث. ولرصد الأوضاع، استخدمت الهيئة منصة (نقي) المكونة من ٦٨محطة لقياس جودة الهواء، والتي لم ترصد أي غازات أو جزيئات ضارة في الهواء على مستوى سطح الأرض.

لطيران والرحلات الجوية:

 نسّقت هيئة الطيران المدني مع الجهات الدولية المعنية وشركات الطيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط بتغيير بعض مسارات رحلاتها أو إلغائها وفقًا لذلك. وراقبت شركات الطيران المختلفة الوضع بشكل مستمر، ولكن بمجرد عبور سحابة الرماد البركاني المنطقة والتي كانت على ارتفاعات عالية، استأنفت المطارات عملياتها بشكل طبيعي. وبشكل عام، أدت التوجيهات الاحترازية إلى بعض التأخيرات وتغيير مسارات الرحلات، ولكن لم تتأثر أي طائرة في المجال الجوي المنخفض لعُمان من جراء الرماد بركاني.

الخلاصة:

كان ثوران بركان هايلي جوبّي في ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥حدثاً نادراً ولافتًا للانتباه بسبب الانفجار العنيف الذي سببه. ورغم وصول كتلة الرماد إلى ارتفاعات كبيرة وانتشاره عبر عدة دول، بقي تأثيره على سلطنة عُمان محدوداً بفضل المسار المرتفع للرماد والتنسيق الفعّال بين الهيئات الوطنية والدولية. أسهمت المتابعة المستمرة عبر الأقمار الاصطناعية، ومحطات رصد جودة الهواء، والتنبيهات المسبقة للملاحة الجوية في إدارة المخاطر بشكل جيد طوال فترة الحدث. وأكد هذا الحدث في النهاية الدور الحيوي للاستشعار عن بُعد وأنظمة الإنذار المبكر في حماية السلامة العامة، وتأمين حركة الطيران، والمحافظة على الصحة البيئية خلال الظواهر البركانية واسعة النطاق.

المراجع:

Satellite Photos Capture Volcanic Eruption From Space

Report on Hayli Gubbi (Ethiopia) — 26 November-2 December 2025

MTG satellite view on Ethiopia’s Hayli Gubbi volcanic eruption

EA monitoring impact of emissions from Hayli Gubbi Volcano in Ethiopia