ما هي أمواج تسونامي؟
أمواج تسونامي، أو كما تُسمى أيضًا الأمواج الزلزالية، هي سلسلة من الأمواج المتنقلة أو المسافرة إلى الخارج من منطقة المصدر. غالبًا ما تكون الزلازل السبب الرئيسي لحدوث تسونامي، ويجب أن يقع الزلزال تحت أو بالقرب من المحيط. ولكن ليس كل زلزال يؤدي إلى حدوث تسونامي.
يمكن لأمواج تسونامي أن تنتقل بسرعة توازي سرعة طائرة نفاثة تجارية، أي أكثر من 800 كيلومتر في الساعة (500 ميل في الساعة). وعندما تقترب هذه الأمواج من المياه الساحلية الضحلة، تتباطأ سرعتها مما يؤدي إلى تشكل أمواج عالية قد تصل إلى 15 مترًا في حالة التسونامي البعيد، وتصل إلى 30 مترًا عند حدوثها بالقرب من مركز الزلزال.
تستطيع أمواج تسونامي عبور اليابسة لمسافات طويلة، وقد تسبب فيضانات شديدة وتغمر مناطق واسعة بالمياه والحطام. لا يمكن التنبؤ بوقت حدوث تسونامي بدقة، لكن من خلال دراسة الأحداث التاريخية يمكن للعلماء تحديد المناطق المعرضة للخطر.
المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة
بعد الزلزال الذي تسبب في تسونامي عام 2004، أوصت الحكومة العمانية وزارة النقل والاتصالات بإنشاء المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة في سلطنة عُمان. وقد كان المركز تابعًا للمديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية سابقًا، والتي كانت تحت إشراف الوزارة حتى عام 2013، ثم انتقل إلى مظلة الهيئة العامة للطيران المدني.
تم في عام 2005 تشكيل لجنة وطنية لإعداد مسودة عمل وتوصيف للمركز. وبالتعاون مع اللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات التابعة لمنظمة اليونسكو، تم توقيع مذكرة تفاهم في عام 2009 للبدء في إنشاء المركز، وبدأ العمل رسميًا في عام 2010. تم اختيار أحد العاملين في اللجنة للعمل في السلطنة من عام 2011 إلى عام 2015، حيث تم افتتاح المركز الوطني للإنذار المبكر في 23 مارس 2015.
يتكوّن نظام الإنذار المبكر من ثلاثة مكونات رئيسية:
1. نظام المراقبة: يضم 21 محطة لرصد الزلازل (بالتعاون مع مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس)، و10 محطات لقياس مستوى سطح البحر، و10 محطات لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، و12 رادارًا بحريًا.
2. نظام المعالجة: يتم فيه تحليل البيانات.
3. نظام نشر التحذيرات: تُرسل البيانات من المحطات إلى المركز الوطني عبر الأقمار الصناعية، والاتصالات المتنقلة، والإنترنت. تُصدر التحذيرات بناءً على هذه البيانات وتوزع على الجهات المعنية وعامة المجتمع عبر سلسلة من الإشعارات.
ذكريات عن أمواج تسونامي في منطقة مكران عام 1945
تمثل أمواج تسونامي المحلية المصدر – والتي تسبب معظم الوفيات عالميًا – خطرًا طبيعيًا على شواطئ بحر العرب. ويقع المصدر الرئيسي لهذا الخطر في منطقة مكران، التي تُعرف جيولوجيًا بأنها منطقة اندساس، حيث تتداخل الصفائح التكتونية النشطة، وتنحدر تدريجيًا نحو الشمال تحت سواحل إيران وباكستان.
تمتد الحافة البحرية لهذه المنطقة على مسافة 800 كيلومتر أسفل المنحدر القاري. وإذا تصدعت الأرض بطول هذه المنطقة، فقد تصل قوة الزلزال إلى ما بين 8.7 و9.2 درجة، وقد يتجاوز ارتفاع موجة تسونامي الناتجة 10 أمتار على طول سواحل شمال سلطنة عُمان، وجنوب شرق إيران، وباكستان، وشمال غرب الهند.
ويمثل هذا السيناريو أسوأ الحالات الممكنة بناءً على زلزال وأمواج تسونامي مكران عام 1945، الذي بلغت قوته 8.1 درجة. وقد نتج الزلزال عن تكسر الصخور في الجزء الشرقي من منطقة اندساس الصفائح التكتونية، على طول سواحل باكستان.
بدأ التصدع في قاع البحر قبالة سواحل منطقة بسني وامتد تحت منطقة أورمارا. وقد عُزي تسونامي جزئيًا إلى حدوث انزلاقات في الطبقات الصخرية تحت قاع البحر، وقد وصلت الأمواج الناتجة إلى السواحل. وقع الزلزال والفيضانات الناتجة عنه في وقت مبكر من صباح يوم 28 نوفمبر 1945.
وتم تأكيد وقوع 13 حالة وفاة في بومباي (مومباي)، بينما حدثت باقي الوفيات المسجلة في مناطق ساحلية ضمن ما يُعرف اليوم بباكستان، وكانت آنذاك مقسمة بين بلوشستان، وجيب عماني، وإقليم خاضع للحكم البريطاني. كما تم تسجيل آثار في إيران وعُمان. وتقدّر الوفيات الكلية الناتجة عن هذا الحدث ما بين بضع مئات و4,000 حالة وفاة.
كيف نتصرف عند حدوث أمواج تسونامي؟
- بعد الشعور بهزة أرضية أو ملاحظة انحسار مفاجئ للمياه عند الشاطئ، أو سماع ضجيج يشبه الطائرات أو القطارات، لا تنتظر أوامر الإخلاء. غادر الساحل فورًا إلى البر أو إلى أماكن مرتفعة.
- أمواج تسونامي لا تكون موجة واحدة، بل سلسلة من الأمواج الضخمة التي قد تسبب فيضانات تستمر لساعات. الموجة الأولى قد لا تكون الأكبر.
- لا تقترب من الشاطئ لمشاهدة تسونامي. إن رأيت الموجة، فأنت قريب جدًا منها، والهروب قد يكون مستحيلاً.
- في حال تعذّر الهروب، اصعد إلى طابق عالٍ في مبنى قوي أو تسلق شجرة.
- إذا اجتاحتك الأمواج، حاول البقاء طافيًا على السطح، وابتعد عن الحطام العائم.
- لا تعد إلى الشاطئ حتى يتم إعلان انتهاء حالة الخطر من قبل المركز الوطني للإنذار المبكر.