
تشير حالة البحر إلى الوضع العام لسطح البحر من حيث ارتفاع الأمواج وهدوئها أو اضطرابها، ومدى شدة الرياح والعواصف، وذلك في منطقة محددة وفي وقت معيّن. وتُعد هذه الحالة مؤشرًا مهمًا لتقييم مدى أمان وسهولة الملاحة البحرية، وتُوصَف عادةً باستخدام مصطلحات مثل: “هادئ”، “متوسط “، “هائج”، أو “هائج جدًا”، وفقًا لعوامل متعددة أبرزها سرعة الرياح، نوع الأمواج، حالة المدّ والجَزر، فضلاً عن الظروف الجوية المصاحبة. ويجري تقييم حالة البحر عادةً من قبل الأخصائيين في الأرصاد الجوية، أو من خلال أجهزة متطورة مثل العوّامات البحرية، ورادارات الأمواج، والأقمار الصناعية. ونظرًا لتعدد المتغيرات المؤثّرة في هذا التقييم، تُستخدم مقاييس مبسطة ومختصرة لوصف الحالة بشكل دقيق وعملي، وذلك لتحديد مدى ملاءمتها لمختلف الأنشطة البحرية، مثل الملاحة، الصيد، والرياضات والسياحة المائية
العوامل المؤثرة على حالة البحر
تتغير حالة البحر بشكل مستمر نتيجة لعدة عوامل طبيعية وبيئية، تؤثر هذه العوامل على شكل الأمواج، ارتفاعها، واستقرار الحالة السطحية للمياه. فهم هذه العوامل مهم لاتخاذ القرارات الصحيحة في الأنشطة البحرية والسلامة العامة, وأهم هذه العوامل:
الرياح: تعد الرياح من أهم العوامل التي تؤثر على حالة البحر، حيث تخلق الأمواج وتزيد من ارتفاعها وسرعتها. كلما زادت سرعة الرياح والفترة الزمنية لهبوبها، زادت قوة الأمواج وارتفاعها، وأصبح البحر أكثر هيجاناً.
عمق الماء: يؤثر عمق الماء على حجم وشكل الأمواج، حيث تسبب المياه الضحلة في زيادة انحدار الأمواج وعدم انتظامها.
المد والجزر: تؤثر حركة المد والجزر على حالة البحر من خلال تغير مستوى المياه، مما قد يؤثر على حجم وشكل الأمواج.
التيارات البحرية: اتجاه وقوة التيارات البحرية تؤثر على حجم واتجاه الأمواج البحرية.
الحالات الجوية: تتسبب العواصف، والتيارات الهوائية الشديدة، والأحوال الجوية السيئة إلى اضطرابات كبيرة في حالة البحر. كما تؤثر الأمطار الغزيرة على استقرار الحالة السطحية للمياه.
مقياس حالة البحر
مقياس حالة البحر هو أداة تقييم تُستخدم لقياس وتصنيف حالة البحر من حيث الهدوء أو الهيجان، بهدف تقديم تقييم دقيق لوضع البحر في فترة زمنية معينة. يُستخدم هذا المقياس لمساعدة البحارة، الصيادين، والجهات المعنية بالملاحة البحرية على اتخاذ القرارات المناسبة وتخطيط الأنشطة البحرية بشكل آمن، ويقسم مقياس حالة البحر كالتالي:
- هادئ
يكون موج البحر ساكن عادة أقل من متر وربع المتر؛ مثالي للسباحة، والغطس، والأنشطة البحرية بشكل عام. لا توجد مخاطر تذكر على مرتادي البحر.
- متوسط أو المعتدل
ارتفاع الموج يتراوح بين المتر وربع المتر إلى مترين وربع المتر. أنشطة البحر ممكنة مع بعض الحذر، خاصة للأشخاص غير المدربين. يُنصح بتوخي الحذر وتجنب المناطق الخطرة.
- هائج
ارتفاع الموج يتراوح بين مترين ونصف المتر الى ثلاثة أمتار وربع المتر. يكون غير مناسب للسباحة أو الغوص، ويجب تجنب الأنشطة البحرية. يتطلب الحذر الشديد، خاصة للمراكب الصغيرة والأنشطة البحرية غير المحترفة.
- شديد الهيجان
ارتفاع الموج يتجاوز الثلاثة أمتار ونصف المتر. خطير جدًا، ويُحظر بشكل كامل على المرتادين. يتطلب الابتعاد عن الشواطئ والمياه المفتوحة حفاظًا على السلامة. وقد تكون حالة البحر في أسوأ حالاتها، مع أمواج عالية جدًا ورياح قوية. غير مسموح بمزاولة أي نشاط بحري، ويجب الابتعاد تمامًا عن الشواطئ.
حالة البحر في سلطنة عمان
تتميز سلطنة عمان بساحل طويل يمتد على بحر العرب وبحر عمان والخليج العربي، مما يجعلها عرضة لتغيرات بحرية مستمرة. تتأثر حالة البحر بعدة عوامل, ففي المناطق الجنوبية تتأثر السواحل المطلة على بحر العرب بموسم الخريف تؤدي إلى اضطراب حالة البحر وارتفاع الموج. كذلك الأعاصير المدارية والعواصف الموسمية تؤدي إلى ارتفاع كبير للموج على معظم سواحل سلطنة عمان، كذلك تختلف حالة البحر حسب طبيعة الساحل، حيث تكون الأمواج أكثر هدوءً في الخليج العربي، وأكثر اضطرابًا في المناطق المفتوحة على بحر العرب والمحيط الهندي. لذلك يتطلب قبل الخروج إلى البحر أو عمل أي نشاط بحري، التأكد من الاطلاع على نشرات الأرصاد الجوية وحالة الموج والرياح، وتجنب التوجه إلى البحر في حالات العواصف أو ارتفاع الموج الشديد.